من سمر..
تتعجبين أيتها القادمة من مرافيء الثلوج
من فرحتي المجنونة البدائية بالــمــطـــر
تضحكين وأنت تشاهدينني أعدو في المطر
أشربه .. وأغسل وجهي به كطفل صغير لم يسمع عن الزكام .
وتبتسمين وأنت تسمعين حديثي الذي لا ينقطع
مع الدموع البيضاء الصغيرة ..
ذلك أنك لا تدركين أنني أحمل في دمائي
عطش ألف صحراء
ومعاناه ألف مفازه..
ووحشة ألف ربع خال ..
أنا ابن الذين وضعوا للغيم مائة اسم واسم ..
من أين ابدأ ؟؟!!
الدجن ام السحاب ام الديم أم الغمام أم الوكاف أم ..
ذلك الزائر البخيل الجهام ؟!
ووضعوا للمطر مائة اسم واسم ..
هل اترجم لك معنى القطر أم الــــرهــام أم الهـــتـــان أم الغــيــث
أم الوابل أم العارض أم المزن أم الرذاذ أم الوسم ؟!!
فماذا وضع جدودك من أسماء ؟!
أنا ابن أولئك الذين كانوا لا يرتحلون إلا بحثا عن المطر ..
ولا ينيخون إلا على واحات المطر
أولئك الذن يقولون للزمان الذاهب الرائع .. جــــادك الغــيــث!
الذين يقولون للحبيب الراحل : جـادك الغـيـث !
اللذين يشبهون الكريم بالمطر
الذين يشبهون الحياه نفسها ... بالحـيــا
أحمل في داخلي .. أيتها الغريبة الحسناء ..
وجع كل طفلة بدوية ماتت عندما انحبس المطر
وضحكة كل طفل بدوي ولد على أذرع المطر
أحمل في داخلي؛ باختصار ..
أنـشودة الـمـطـر
دعيني إذن – أستأنف حواري مع هذه القطرة التي حطت على جفني :
أوّاااه ياقطرة المـطــر ! !
ليتني كنت مثلك
أستطيع أن أمنح انسانا واحدا
هذه الومضة الحلوة
من ومضات الحـيــــاة .....
غازي القصيبي
.
.
ليتني
No comments:
Post a Comment